دهام الرطبي #نداء استغاثة من سكان #ارقبان وقد #تخلي عنهم الجميع.
*إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له.*
ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنَّ مُحمدا عبده ورسوله
أما بعد:
فقد قال الله تعالى
*وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان*
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
*مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى*
ومن هذا المنطلق منطلق الأخوة في الله نوجه نداء إستنصار . نستصرخ فيه كل مَن يطرق سمعه هذا النداء من أهل الخير
ونذكرهم بإن لهم إخوة إنقطعت بهم السبل في هذه الصحراء القاحلة
وقل زادهم وتضاعفت أسعاره مع قلة ذات يدهم .
فأصبحوا بين مطرقة الجوع وسندان الظلم والإستبداد
ومما زاد الطين بلة
إنهيار قيمة العملة المحلية وإلى الله وحده المشتكى.
ونعوذ بالله من قهر الرجال .
وما كنت لأكتب هذه الأسطر لولا أن الأمر عام
والخطب جلل
فإني لا أحب أن أسأل الناس إلحافاً وقد كفاني الله من فضله.
ولكن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
*الدال على الخير كفاعله*
فنرجوا أن نكون وإياكم منهم ...
*إخواني في الله* ....
خطابنا موجه لمن يهمه أمر المسلمين فقط...
افراداً وجماعات ..
أحيطكم علماً
أن مخيم الركبان فيه قرابة سبعة آلاف نازح جلهم تحت خط الفقر
من شتى مناطق سوريا
منهم من هو أصلا من سكان هذه البادية
من البدو الرحل
الذين كانوا يتتبعون بشياههم منابت العشب والكلأ ومواقع القطر .
لولا أن السنوات العجاف الماضية قد إظطرتهم لبيع شويهاتهم بثمن بخس لإطعام عيالهم.
فلا العيال شبعت ولا الشياه رتعت.
فأضحوا اليوم عالة يتكففون الناس بعد أن كانوا في فسحة من عيشهم.
ومنهم من هرب بعياله من منطقة إلى أخرى أأمن منها.
حتى حط رحاله هنا .
ومنهم ومنهم.
وفي كل خيمة حكاية وما أكثر الخيم التي لا تقي حرّاً ولا قرّاً .
فأقول إليك أنت يا من تقرأ كلماتي
*الله الله في إخوانكم*
فقد لاكتهم أضرار الجوع حتى ما أبقت بهم رمقاً
وأذكركم بقول الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم
*من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا*
*نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة*
بل أقول لمن يريد وجه الله واليوم الآخر
إليك هذه البشرى
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
*أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة*
*وأيما مؤمن سقى مؤمنا على عطش سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم*
*وأيما مؤمن كسى مؤمنا على عري كساه الله يوم القيامة من خضر الجنة**
فعسى أن تكونوا منهم...
وإليك أخي العزيز صورة أخرى من صور البؤس.
بل من صور المرض.
وأي مرض ؟؟
مرضٌ عضال
ما استفحل في جسد أمة إلا كان أشد عليها من أعتى أعدائها
ألا وهو *الجهل*
فإن مما يكدر خاطري ويأرق مضجعي هو إنتشار هذا المرض في هذا المخيم وسائر المخيمات.
ونحن نعمل جاهدين على مكافحة هذا المرض العضال الذي هو أشد فتكا من الأوبئة عافانا الله وإياكم من كل شر.
فقمنا بحملات مضادة ..
لنشر العلم النافع.
فإني ابشركم أنا قد بنينا بعض المدارس المتواضعة من الطين .
لنخرج أطفالنا من ظلمات الجهل إلى نور العلم
وإفتتحنا حلقات تحفيظ في مساجدنا المتواضعة
وربما تستغرب من قولي مساجد!!
فأقول لك ...نعم .
لقد بنينا في كل تجمع من تجمعات المخيم مسجداً يُرفع فيه الأذان وتقام فيه الجماعة
ولله الحمد والمنة
*فأين ما تولوا فثم وجه الله*
فالخير موجود في الأمة إلى يوم القيامة.
فقمنا بتلقين الصغار آيات الرحمن.
وقد أستقطبنا عدداً لا بأس به منهم .
ولكن عدد الأطفال في المخيم كثير.
لأن هذه الأمة فتيَّة متجددة ..
*فكل زيتونة ستنجب طفلا*
*ومحالا أن ينتهي الزّيتون**
فالأطفال هم الشريحة الأوسع..
فقد يتجاوز عددهم ألفي طفل .
ولكن مع الأسف أغلبهم أُمِّي.
وقد إتسع الرقع على الراقع.
فإلى الله المشتكى....
*أخي الكريم*
هل تعلم أن دريهمات قلية ممكن أن تنفقها في وجبة غداء .
كفيلة أن تفتح فيها حلقة تحفيظ هنا أو هناك.؟
فتكون دخلت في الخيرية التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين قال
(( *خيركم من تعلم القرءان وعلمه* ))
وكلما تكاثفت الجهود نستقطب عدداً أكبر من الأطفال.
نلقي لهم حبل النجاة وننقذهم من الغرق .
فكن من جند الرحمن وكن مِعوناً على الخير والحق
*فإنّ الحر معوانُ* .
فإن جُند الشيطان كُثر
وقد إستعرت الحرب بيننا وحمي الوطيس.
*فالله الله*
بل إن أردتم معونة الله لكم فأعينونا في إحدى هذه الأبواب التي ذكرتها .
فإن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال
*والله في العون العبد ما كان العبد في عون أخيه*
إلا تحبون أن يكون الله في عونكم؟
فإنّنا نطمح أن نُلحِق بكل مسجدٍ مدرسة..
فالكوادر -الحمد لله- موجودة
ولكن ينقصنا البناء...
والأطفال يحتاجون لما يشجعهم من هدايا رمزية تكون سبب لترغيبهم
............
وأخيراً نقول لك إن كنت ممن
*لا خيلَ عندك تُهديها ولا مالُ*
*فَاليُسعِدِ النُطقُ إن لم تُسعِدِ الحالُ*
فلا تنسانا من فضل دعائك أولا ..
ثم بلغ غيرك
فالدال على الخير كفاعله.
(( *إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد* ))
......
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ..
وكتبها الفقير إلى رحمة ربه
*أحمد عبدالله الصبيحي الخالدي*
٢٥ جمادى الآخرة ١٤٤٢