أكد المستشار خالد الذوادي، أن التنظيم الإرهابي «داعش» هو من أكثر التنظيمات استغلالا لشبكة الإنترنت بشكل عام، ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، على رأسها «يوتيوب» و«تويتر» ما قد يمكن هذا التنظيم والتنظيمات الأخرى من ضمّ عناصر تقنية شبابية قريبة من عالم التكنولوجيا، ويساعدها في تنفيذ أجندتها التي تشمل دعاية لأفكارها المتطرفة، ونشر أفكارها ومساعيها لتجنيد الشباب من مختلف أنحاء العالم.
وطالب الذوادي وسائل الإعلام المختلفة بالعمل على توحيد جهودها في عدم نشر وبث أي رسائل أو محتويات للجماعات الإرهابية وقال إن «بث ونشر مثل هذه الرسائل يسهم بالترويج لهذا التنظيمات الإرهابية بشكل عام».
جاء ذلك في ملتقى «وسائل التواصل الاجتماعي بين الإبداع والخطر» الذي أقيم في الدمام بتنظيم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب/ وكالة الشباب بالتعاون مع فنار الخليج واستمر لمدة يومين استفاد منه 50 شابا وشابة حيث اختتمت فعالياته مساء أمس الأول بمشاركة الفنانين عبدالرحمن العقل، هشام الهويش وفي الشرقاوي.
وأضاف الذوادي: «لقد وجدت التنظيمات الإرهابية والقائمون على صناعتها فرصة سانحة في مجتمعاتنا العربية لبث سمومها من خلال الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي لتصل إلى الناس بمختلف فئاتهم، ما أدى لظهور هذه التنظيمات بشكل أكبر من حجمها الحقيقي ومثيرة للرعب في نفوس الناس».
وأكد أن الطريقة التي تؤثر فيها الفئات الضالة والجماعات الإرهابية على عقول الشاب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بنفس أسلوب المخدرات الرقمية حيث يخضع الشاب إلى عملية غسيل مخ ويتخيل أن ما يفعله صحيح، أو يكون يعاني من شخصية مرضية وعدوانية، وشخصية مضادة للمجتمع.
وبيّن عبدالعزيز البتال مدير الأنشطة الشبابية برعاية الشباب، أن الملتقى هدف إلى توعية الشباب من استغلال الفئات الضالة لمواقع التواصل، فالإعلام ينقل الأفكار الحسنة والمدمرة بأي شكل من الأشكال سواء أكان تدميراً فكرياً أم سلوكياً، مشيراً إلى أنّ الدور الذي ينبغي أن نقوم به هو التعريف بالفكر الصحيح الذي يوجه الشباب التوجيه السليم الذي يخدم بلادهم، وفضح الفكر المنحرف الذي يتوغل إلى نفوس الناشئة واستغلال مواهبهم لإبرازها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت ندى الدوسري منسقة الملتقى، أن المشاركين في الملتقى كانت أسئلتهم تنصب في كيفية معرفة الحسابات المضللة والتعامل السليم معها حيث تم إرسال رسائل غير مباشرة توضح أهمية استثمار وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الإبداعات الشبابية من الجنسين وأضافت الدوسري أن هذا الملتقى يعتبر المرحلة الأولى التي ستفتح الآفاق للشباب حيث سيقام ملتقى آخر متطور يناقش قضايا أخرى شبابية تهتم بالأمن الفكري.
وشدد المشاركون في الملتقى أن مواجهة الأفكار المؤثرة للجماعات الإرهابية في وسائل التواصل الاجتماعي وإضعافها تأتي من خلال هز الثقة فيما تنشر بينها وبين الرأي العام، والترويج لما تقوم به هذه الجماعات على انه عمل غير إنساني ومتطرف يدعو للقتل والخراب، وطالبوا بمحاربة هذه الظاهرة الغريبة العجيبة.
وركز الفنانون المشاركون على أن الشباب يمثلون النسبة الأكبر في دول الخليج فيجب عليهم التيقن من المعلومات قبل نشرها في مواقع التواصل لأن أصواتهم تنتشر بسرعة وهناك فئات ضالة تعمل دراسات مستمرة لكيفية التأثير على شباب الخليج فيجب علينا التكاتف مع بلادنا.
وقدموا شكرهم لرعاية الشباب على تبنيها هذا الملتقى الراقي بأفكاره وتمنوا استمرار مثل هذه البرامج الهادفة.