زيد القصير
خلف الخطيمي الخالدي شاعر موهوب وضع بصمته في الساحة المحلية من خلال عدد من الأعمال الأدبية والفنية، يجيد كتابة مختلف أنواع الشعر مثل الفصيح والنبطي إلى جانب الأوبريت الغنائي، كما أنه ناقد متخصص في الأدب العربي، قدم للساحة المحلية مجموعة من الأعمال من ابرزها أوبريت «كاظمة» الذي كشف عن قدرته الفائقة في التعاطي مع النص الغنائي، وكتب أيضا أوبريتات أخرى ناجحة شارك في غنائها أبرز نجوم الساحة الغنائية منها أوبريت «الأرض والشر» وأوبريت «ليل العيون»، وله حضور في الأمسيات الشعرية والأدبية.
وقد مثل الخطيمي الخالدي الكويت مؤخرا في الأسبوع الثقافي الإيراني في طهران، وبعد عودته التقيناه لنتعرف أكثر على تفاصيل الرحلة.
بداية كيف أدرج اسمك في قائمة تمثيل الكويت في الأسبوع الثقافي الكويتي - الإيراني؟
- تقدمت السفارة الايرانية بدعوة لعقد أسبوع ثقافي كويتي ـ ايراني، وجرت مخاطبة رابطة الادباء من خلال الأمين العام طلال الرميضي، الذي رحب بهذه الفكرة لأنها فرصة لتمثيل الكويت ونقل ثقافتها الى خارج حدودها.
وايران تزخر بالثقافة والشعر والفن بكل أنواعه، ومن هنا تم تشكيل الوفد الخاص بالرابطة ممثلاً بأمينها العام، وجرى ترشيح الشاعر ابراهيم الخالدي لتمثيل الشعر الفصيح، وترشيحي كشاعر نبطي وفصيح بالوقت نفسه.
أمضينا في طهران ومشهد اسبوعا ثقافيا ادبيا علميا، تم من خلاله تبادل العلاقات الثقافية والادبية والعلمية، والتعرف على حضارة البلدين، فمثل هذه الزيارات تساعد على تبادل الثقافات، مما يقرب البلدان ويوسع الآفاق. وبالنسبة لي ولأعضاء الرابطة عقدنا أصبوحة شعرية، سلطنا من خلالها الضوء على القصائد الوطنية التي تشيد بدور الكويت في مواكبة التقدم الحضاري، وتغنينا بحب الكويت. فهذه أهم رسالة ننقلها الى العالم، فنحن نعشق ترابها ونفديها بأرواحنا.
الفن الراقي
سمعنا انك تكتب الأوبريت الغنائي، فما أهمية علاقة الشعر بالغناء؟
ــــ الشعر أول وأهم العوامل لنجاح الفن والرقي به، فأم كلثوم عندما دخلت القلوب والبيوت انما دخلتها بهمسات ناعمة من نبض الشعراء، ومن هنا كتبت الأوبريت العالمي «الأرض والبشر» بأسلوب شعري، سلطت الضوء من خلاله على قضية ظلم الانسان للانسان، وذلك بمناسبة يوم الغذاء العالمي، لحنه الدكتور بندر عبيد، وأداه كبار الفنانين الكويتيين امثال عبدالله رويشد ونبيل شعيل ومحمد البلوشي.
كما كتبت أوبريت «ليل العيون»، الذي ناقشت من خلاله قضية الكفيف واصراره وتحديه للاعاقة البصرية، مساهمة مني لجمعية المكفوفين الكويتية باحتفالها بمرور خمسة وعشرين عاماً على انشائها، وغنت هذا العمل نوال الكويتية وخالد بن سلطان من مملكة البحرين مع نخبة من الفنانين.
لسان القبيلة
هل لك مشاركات في المهرجانات المحلية؟
- شاركت في العديد من المهرجات الشعرية المحلية، ومنها مهرجان «ابن لعبون» الذي اقيم تحت رعاية مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري، وكذلك مهرجان «الجهراء الثقافي» في دورتين متتاليتين تحت رعاية واشراف وتنظيم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
كان العرب يحتفلون بميلاد الشاعر فهل يحدث هذا الآن؟
ــــ بكل تأكيد، فهو لسان القبيلة وفخرها وعزها وقوتها، حتى بات الشعر سجلا لحياة العرب السياسية والاجتماعية والدينية، ومنبعا للتراث العربي.
أما زال الشعر النبطي يلقى إقبالاً وترحيبا من الجمهور أكثر من الشعر الفصيح؟
ــــ نعم، فالشعر النبطي له جمهوره الزاخر والعريق، ولعلنا نبرهن على ذلك بكثرة الجمهور عند عقد أمسية شعبية نبطية، بينما لا نجد مثل هذا الجمهور في الأمسيات الشعرية الفصيحة. والسبب يرجع في ذلك الى ان الشعر النبطي قريب من الإنسان وقريب من القلب وقوي في التعبير عن خلجات النفس، فاللغة المستخدمة فيه هي لغة العرف، وهي اللغة السائدة والمستخدمة في المجتمع، وبالتالي هي لغة مفهومة لدى جمهورها الذي عشقها واتخذها وسيلة للتعبير أو للتفاعل معها. كما أن الشاعر الفصيح لم يقترب من جمهوره ويشعر المستمع بهذا الحاجز النفسي بينه وبين شاعره.
الأكثر شعبية
بما أن الشعر النبطي أكثر شعبية من الفصيح، فلم اتجهت إلى كتابة الشعر الفصيح؟
ــــ لقد بدأت الكتابة من خلال الشعر النبطي، ولا ننكر ان لهذا الشعر جمهوره وشعبيته، ولكن يجب ألا نغفل أنهما وجهان لعملة واحدة، فبحور الشعر النبطي تشبه تماماً أبحر الشعر الفصيح، كما أن مفردات الشعر النبطي فصيحة في غالبها، فالحصيلة اللغوية النبطية زاخرة بمفردات فصحى مستنبطة من قاموس اللغة العربية، ولا يختلف اثنان في ذلك. ثم انني اتجهت الى الفصيح لأنه لا يقتصر على منطقة الخليج العربي، فهو اكثر انتشارا واكثر ازدهارا في الوطن العربي، ويمكن لهذا الشعر أن يتخطى كل الحواجز المكانية ويصل الى العالمية، خصوصا اذا ما تمت ترجمته الى اللغة الاجنبية، كما يمكن ان يفهمه كل عربي، لأنه غير مقصور على اللهجة الشعبية، بل هو لغة عربية فصحى، لغة القرآن الكريم.
ما القصيدة التي قررتها وزارة التربية من تأليفك في مناهجها؟
ــــ القصيدة تحمل عنوان «الفخر أنت بلادي»، وقد قررتها وزارة التربية في مناهجها للمرحلة الابتدائية، وتحديداً الصف الرابع الابتدائي، من خلال هذه القصيدة جاء الفخر ببلدي الكويت، الذي ينافس الأوطان.
صدى كاظمة
كتبت فن الملحمة، فما مضمون هذه الملحمة؟
ــــ «كاظمة» هي الفحوى وهي المضمون وهي الشجون، إنها تستحق الفخر، فهذه الارض وقعت عليها معركة ذات السلاسل الشهيرة بين العرب بقيادة خالد بن الوليد وبين الفرس، ومن هنا كتبت ملحمة «صدى كاظمة» بأسلوب الشعر المسرحي، ثم كتبت ملحمة حماة العرين.
وهل يعني ذلك أنك متخصص في اللغة العربية، أم أنك عرفت كل فنون كتابة الشعر كونك هاوٍ له؟
ــــ حقيقة أنا هاوٍ عاشق للشعر، ولم يكن تخصصي العام في علم اللغة العربية، فقد تخصصت في النقد والأدب المسرحي، وحصلت على ماجستير في الموهبة والإبداع، وصدر لي كتاب يحمل عنوان «ومضات نقدية في الصحافة الكويتية».
المجلس والشعر
كونك تعمل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب رقيباً للنصوص، فهل ترى أن المجلس أنصف الشعر؟
ــــ أقول وفي الجوف غصة إن المجلس الوطني لم يول. الشعر بنوعيه اهتماما خاصا، بل ولم يخصص له إدارة خاصة به، ومن هنا فكرت بفكرة إنشاء ادارة خاصة للشعر، لكون الشعر أقدم الفنون الأدبية، وهو ديوان العرب، بل وهو الأدب الحقيقي لحياة الشعوب، فمن المعروف ان للمجلس عدة إدارات بمختلف التخصصات، كإدارة الفنون التشكيلية وإدارة للمسرح ومراقبة للموسيقى، ولكن لم يهتم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالشعر، فكتب مقترحاً لوزير الاعلام طالبت من خلاله بأهمية وجود إدارة مستقلة للشعر الفصيح والشعبي على حد سواء، فتحمس لهذا المقترح، وحول بدوره الموضوع لإدارة المجلس الوطني، فجاء الرد مخيباً للآمال، من خلال تمييع الموضوع وطمس الحقائق.