• ×

07:16 صباحًا , الجمعة 20 جمادي الأول 1446 / 22 نوفمبر 2024

الألعاب الإلكترونيه بين أهداف التسليه و مخاطر الأمن الإلكتروني

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
دهام الرطبي ‏الألعاب الإلكترونيه بين أهداف التسليه و مخاطر الأمن الإلكتروني.

#لعبة_مريم

عبدالله الذوادي - مملكة البحرين
@dralthawadi

تم مؤخرا إطلاق تطبيق اللعبه الإلكترونيه "مريم" و التي أصبحت منتشره بين جيل المراهقين و الشباب و مستخدمي الهواتف الذكيه. لعبة مريم هي لعبه تدمج بين العالم الرقمي الإفتراضي و العالم الحقيقي بصوره تفاعليه. تتمحور لعبة مريم حول بنت لطيفه و مخيفة في نفس الوقت، تطلب مساعدتك و تسأل أسئله مع خيارات اجابه استدراجيه لتستمر في اللعبه بذلك تمنح اللاعبين بالتفاعل مع اللعبه من خلال تبادل المشاعر و الاستعطاف، الإثاره و التحدي و استخراج معلومات خاصه و شخصيه أثناء اللعب.

بالرغم من تأكيد مطور اللعبه "أنها عبارة عن تسلية للوقت" إلا أن البعض يسارورهم الشكوك حولها و يربط بينها و بين لعبة الحوت الأزرق الذي يطالب بالانتحار في آخر مطافات اللعبه. بغض النظر عن جدلية جدية اللعبه بين كونها تعبر عن رغبة المطور في أهداف التسليه أو أنها لها أهداف تجسسيه او انتهاك للخصوصية.

بشكل عام لو نظرنا لهذا النوع من التطبيقات الإلكترونيه من جهة أمن المعلومات الإلكترونيه، فربما يتم أنتهاك خصوصيه الفرد من قبل هذه التطبيقات من خلال تقنيات "الهندسه الأجتماعيه" في استخراج المعلومات. و بسبب عدم وعي البعض في كيفية حمايه خصوصياتهم عند استخدام التطبيقات الإلكترونيه، يجعلهم عرضه لخطر الإستدراج من قبل الهاكرز وذلك من خلال التفاعل مع تطبيق اللعبه و فتح الروابط أو تفعيل روابط تجسسيه مجهوله في جهازك و رصد المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة الى معرفة النبذة الشخصيه للفرد، أهميته و ميوله و تدريجيا تطلب صورك و محادثاتك بذلك يتم جمع هذه المعلومات و تحليلها لخلق ملف شخصي معلوماتي خاص يعكس نمط الشخصيه الفعليه و ميولها للفرد المستهدف. بهذه المعلومات تتمكن من الاستحواذ على الشخص و طلب منه طلبات تصل إلي تهديد و ابتزاز ليتمكن بعدها بالإساءة للشخص و محيطه وفق اهداف و اجندات الجهات المجهوله التي تقف خلف التطبيق.

و قد تتعدد ألأهداف وفق مطور هذه التطبيقات منها: أهداف ترفيه و تسلية من أجل الأثاره و مرور الوقت.و أهداف سياسيه تؤثر على الرأي العام في قضية ما. و أهداف تجسسية لمعرفة معلومات شخصيه عن الفرد، مثل موقع إقامته، محيطه الإجتماعي، هواياته، ممتلكاته، و خصوصياته. و ايضا قد تصل الى أهداف إجراميه للابتزاز و طلب الفديه و السرقه و أهداف تدريب على أعمال اجراميه من خلال اللعبه.

تعتبر تقنية المعلومات و الإتصالات و تطبيقات برمجيات الهاتف النقال القاعده و المحرك لهذه التطبيقات و تعتبر الخطوه الأولى في عالم التكنولوجيا الحديثة التي تشجع الناس و أصحاب الأعمال على التفاعل مع العالم الإفتراضي. ربما يصحب تطبيق لعبة مريم و غيرها من التطبيقات المماثله تحديات و مخاطر سلوكيه و أمنيه يجب على الأفراد و اصحاب الأعمال و الدول توعية المستخدم حيالها. المخاطر تتمثل في اختراق الخصوصيه بالإضافة الى أن ليس هناك حدود للفئه العمريه التي تتفاعل مع اللعبه مما يعرض الأطفال إلى خطر الاستدراج و الجريمه.

قد يحتدم الجدل ويستمر حول مخاطر استخدام تطبيق اللعبه بين مؤيد و معارض ولكن سوف يستمر تطوير هذا النوع من التطبيقات الإلكترونيه التفاعلية في العالم الافتراضي من حين و آخر نظرا لتقدم تكنولوجيا المعلومات و التحول الرقمي بذلك يصعب إيقاف تطوير مثل هذه التطبيقات. لذلك يجب على الأفراد و المختصين في أمن المعلومات و مؤسسات الدوله المختصه و منضمات المجتمع المدني القيام بتوعية الناس بفوائد و محاذير و طريقة استخدام تطبيقات الالعاب الإفتراضيه لأنها سوف تصبح واقعا في تطبيقات اخرى قد تؤثر في الشأن العام و بدل أن تصبح مجتمعاتنا تعتمد على ردات الفعل حيالها بل ان تصبح مستعده في قبولها و التعامل معها بما يحافظ على أمن و خصوصيه الأفراد و المجتمع.

بواسطة : admin
 0  0  1426
التعليقات ( 0 )