فن التواصل : المهندس صالح الخالدي

 صالح الخالدي

هل قالت لك الوالدة مرة أنا لا أعرف استخدام الكمبيوتر وأتمنى أعرف هذا الشيء، ورحت وأخذت لها جهازا وعلمتها ودربتها عليه، وصبرت عليها مثل ما صبرت عليك وأنت صغير .. هل سمعت أن أحدا من أقاربك يعاني من الوحدة عند الكبر أو أنه في المستشفى على فراش الموت وسعيت له وجلست جواره وقرأت له شيئاً من القرآن.. هل فكرت مرة أن تسأل زميلك في العمل، عن سبب ضيقه! وعن أسباب كدره ! واكتشفت أنّ هذا الشخص الذي تراه كل يوم عنده القولون، وقرحة في المعدة، ومشاكل صحية كثيرة وأنت ما تدري عنه، ولا حاس فيه .. هل دخلت غرفة ولدك وجلست معه وسألته عن أخباره وعن أحواله! وعن أخبار الدراسة! وماهو أكثر شيء يسعده! وما هو أكثر شيء يزعله من باب السوالف يعني .. وهل دخلت على زوجتك وجلست تدردش معها من غير سبب، وهل اقترحت أن تطلع معها من غير سبب ولا مقدمات .. هل ناديت الخادمة مرة من المرات وأعطيتها عشرة ريالات وقلت لها شغلك واجد زين بارك الله فيك.. يقول الكاتب ستيف باربولي إنّه تطوع في العديد من المستشفيات وعاش اللحظات الأخيرة مع الكثير من النّاس ويقول إن معظم المحتضرين الذين قابلهم كانوا يتمنون لو كان هناك المزيد من الفرص، والمزيد من المودة، والمزيد من الأحضان الصادقة، والمزيد من التعبير عن الحب والعلاقات مع الأحبة.

سأخبركم عن قصة كريستيانو رونالدو، أكيد تعرفونه طبعاً، لاعب ريال مدريد، كريستيانو كان عنده صديق دائماً سكران ومخمور ودائماً يشرب الكحوليات بشكل مفرط ووصل لمرحلة أن صار مدمنا للكحول، حاول أن يغيره، حاول يخليه يدخل مصحة نفسية بس مافي فائدة، المهم صديقه قال له إذا كنت تريدني أن أترك الكحول أضمن لي البطولة الــ(Champion league) ، قال له طيب وفعلاً جاء يوم البطولة ولعب كريستيانو وسجل هدفا وحصل على البطولة، تعرفوا أول شيء فعله! ركض إلى الجمهور وحضن صديقه وقال له الآن أنا أديت دوري، ودورك الآن أنت أن تترك الكحول.. أخواني القراء الصداقة شيء جميل ورائع ولكن الصداقة مش فقط أنك تسافر مع زميلك، الصداقة أنك تساعده حتى يتغير للأفضل كيف؟ بأنك تكون ملهمًا له.

أبحث عن أشخاص يحتاجون للعون وأبدأ في محيط أقربائك وأهلك، فالأقرباء هم الأولى بالمعروف .. حدد الوقت حسب دقتك أو قدراتك أو ممكن تخلي شخص واحد علشان تركز عليه وتعطيه أفضل ما لديك، حدد نقاط ضعفه، يعني شوف ماهي مشكلته، قد يكون معاقا جسدياً أو عقلياً وقد يكون أميا ما تعلم القراءة ولا الكتابة وقد يكون يريد يتعلم مهارة جديدة وما عارف كيف، مهمتك تكمن في تعليمه شيئاً يحبه ويرغب فيه أو شيئا يفيده، تعرف على الشخص الذي تريد أن تلهمه أو تفيده، تقرب منه، تودد إليه، حدد لك ميول يتناسب مع دراستك أو أعمالك إذا كنت تدرس، مر عليه، أجلس معه، سولف وياه، أنا دائماً كنت أمر على الشياب في مجالسهم، ما أسوي شيء بس استمع لسوالفهم ويرتاحون جداً لما أحد يمر عليهم.. وأحد من الشياب اتصل بي في يوم من الأيام وأنا مسافر وسألني وين أنت ليش قطعتنا وصرت ما تمر علينا، فقلت له يا أبوي أنا مسافر، يقول لي "برايه بسافر معك" .. صدقوني ساعة في الأسبوع راح تغير حياة شخص ولا تنسى تراك أنت بتكون بمكانه في يوم من الأيام.