الجوف #ايران_مجددا #بقلم : بدر بن فهد البليهد #تقاطعت مصالح أمريكا مع المقاتلين العرب (تنظيم القاعدة) فشجعتهم ومولتهم وسلحتهم وحققت بهم مآربها من طرد الإتحاد السوفييتي (روسيا سابقا) من أفغانستان ثم القضاء عليه وتفكيكه وتقزيمه. ثم فجأة أصبحوا عبئا عليها فجرمتهم وجرمت أعمالهم وشنت الحروب التي كلفتها تريليونات ودخلت أفغانستان لهزيمتهم. ومن لم تقتله منهم لاحقته القوانين الأمريكية بالسجن والقتل في كل دول العالم. ولكن هؤلاء المقاتلين العرب ظلوا آمنين مطمئنين في دولة واحدة فقط في العالم وهي (الجمهورية الإسلامية الإيرانية)!
استقبلت إيران هؤلاء المقاتلين وطلبت منهم البقاء في كنفها مرفهين ولكن صامتين ولم تسمح لهم بأي عملية واضحة تكشف وجودهم لديها لأنها كانت تعدهم لمآرب أعظم من تخريب محدود في المملكة أو في غيرها من الدول العربية.
وجاءت اللحظة المناسبة عندما تدخلت أمريكا في العراق: فاستغلت إيران تقاطع مصالحها مع هؤلاء المقاتلين فسهلت لهم دخول العراق عبر حليفها الوفي بشار ومكنتهم من القتال ضد أمريكا وسهلت لهم تنفيذ عملياتهم. وأيضا أشعلت بهم نار الفتنة الطائفية بتفجير المواقع المقدسة للشيعة وتفجير الأسواق والأماكن العامة. وعندما حانت ساعة الصفر أسست داعش عن طريق الأمر على رجلها القوي في العراق بترك الموصل لهم ليهرب قرابة 30 الف جندي مدجج أمام 800 مقاتل بدائي السلاح! لتنجح إيران –إن كان في القتل نجاح- في بدء وإذكاء وإدارة فتنة طائفية في منتهى الدموية وغير الإنسانية دفع ثمنها الشعب العراقي فقتل ورمل ويتم الملايين. وستبقى آثار هذه الجرائم لقرون.
ولقد طوق جميل إيران رقاب المقاتلين العرب فلم يستهدفوا إيران بأي عملية منذ دخولهم العراق إلى اليوم.
هذه المعلومات هي حقائق لا تخفى على أي متابع وقطعا لم تكن خافية على القيادة السياسية الأمريكية السابقة وهي توقع المواثيق والاتفاقات مع نظام الملالي على حساب الشعب الإيراني المظلوم وعلى حساب الشعب العراقي الجريح متجاهلة دورهم في إنشاء داعش وبقائها وتمددها وهي (أي أمريكا) تدعي أنها تحارب داعش.
العراقيون -سنة وشيعة- هم إخوتنا منذ الأزل ونحن أقرب الناس جغرافيا لهم ولم يكن بيننا وبينهم أي حزازات أو فتن (والكلام نفسه ينطبق على الشعب الإيراني) وقيادتنا الحكيمة تقدر وضع شعوب لا حول لها ولا قوة ترى ثرواتها الوطنية تصرف على قتل جيرانها وزعزعة استقرارهم. ومن هذا المنطلق جاءت الزيارة الهامة واللافتة لوزير الخارجية السعودي الدكتور عادل الجبير لبغداد الذي -وإن كنا لا نعرف ما الذي طرحه على القيادة العراقية- إلا أننا لا نشك أن هذا الأسد -الذي أخذ فرصته التي يستحقها في العهد السلماني المبارك- قد بين بدون مجاملة أن المملكة العربية السعودية لن تنتظر أحدا ليقوم بدورها ولن تتسامح أبدا مع من يصرف وقته وجهده وماله لزرع الدسائس والفتن داخل المجتمع العربي.