• ×

10:25 مساءً , الخميس 19 جمادي الأول 1446 / 21 نوفمبر 2024

#هيئة الترفيه..لماذا نبدأ بالمختلف عليه؟ للكاتب #إبراهيم_سعد_الماجد

بدأت هيئة الترفيه عملها من خلال فعاليات تعلم علم اليقين أنها ستجد معارضة واسعة من المجتمع.

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الكاتب بدأت هيئة الترفيه عملها من خلال فعاليات تعلم علم اليقين أنها ستجد معارضة واسعة من المجتمع.

في هذا السياق، أتذكر قولًا جميلًا لسمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد في أحد لقاءاتنا بسموه، عندما سأله سائل عن قيادة المرأة للسيارة، فكان رد سموه: لماذا نأتي عند هذه القضية ونترك القضايا الأهم وغير المختلف عليها؟! قال ذلك مشيرًا إلى أن لدينا كثيرًا من الأمور المجتمع بحاجة إليها وليس عليها خلاف.

هيئة الترفيه قامت بأمور تعرف مسبقًا أنها مستفزة للناس؛ فلماذا وضعت نفسها خصمًا للمجتمع؟!

لماذا تضع الهيئة نفسها في هذا الموقف المحرج أمام هيئة كبار العلماء أكبر هيئة شرعية في البلاد؟! لماذا تحاول أن تعلن كل يوم عن فعالية تحمل من المخالفات ما يكون سببًا في عداوة شريحة كبيرة من المجتمع لبرامجها؟!

أسئلة كثيرة وعلامات استغراب أكثر برزت مع كل أصوات هذه الهيئة التي نقول بكل أسف إنها بدأت البداية الخطأ.

تقول الهيئة إنها تبحث عن (إسعاد) المجتمع، وما قامت به لا يمت إلى السعادة بصلة؛ لسبب جوهري ومهم؛ هو أنه أحدث لغطًا كبيرًا نحن في غنى عنه.

لا أدري لماذا لم تتجه الهيئة إلى برامج ترفيهية فيها دخل مادي للناس؟! وما أكثر هذه البرامج!

لماذا رأت الهيئة أن إسعاد الناس والترفيه عنهم محصور فيما يتعلق بالفن والضحك؟

أليس من السعادة إقامة مسابقة للأطفال –مثلاً– في مكان مفتوح للخطابة والشعر؟! أليس من إسعاد الناس إقامة مهرجان للرسم والكتابة الحرة؟ أليس من إسعاد الناس إقامة مهرجان للأسر المنتجة بطريقة مبتكرة وجديدة؟! أليس من إسعاد الناس إقامة لقاءات مفتوحة نسائية خاصة ورجالية خاصة مع رموز الثقافة والشعر بطريقة غير تقليدية تقوي وحدتنا ولحمتنا؟!

أشياء وأشياء يمكن أن تدخل البهجة والسرور على الناس دون الدخول في مصادمات ومشاحنات لا نجني منها عنبًا، بل شوكًا مُدمِيًا.

مجتمعنا السعودي -بحمد لله- متميز بتراصه ووحدته ووقوفه خلف قيادته في أجمل مشاهد الجسد الواحد والقلب الواحد؛ لذا فإنني أرى من الأهمية بمكان أن نزيد هذا الجمال، لا أن نسعى إلى تكدير صفوه بتفاهات نحن في غنى عنها، ما دامت الشريحة الكبرى في المجتمع لا تريدها.

إنني أعتقد أن من الأهمية بمكان أن يكون المسؤول المتعلق عمله بالمجتمع، يملك من الحكمة والنباهة وبُعد النظر ما يؤهله لأن يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم، لا أن يكون استفزازيًّا غير حكيم.

فهل تُعيد الهيئة حساباتها وتتعرَّف أولًا مكامنَ السعادة؟

بواسطة : admin
 0  0  2801
التعليقات ( 0 )