حميدان.. جرح يفتح كل آن..
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله٬وبعد:
المأساة حميدان التركي.. جرح ينكأ مابين حين وحين..
هكذا أرادته أم الديمقراطية وأمة الحرية ودولة حقوق الإنسان..
بالأمس فتحوا قضيته وفتحوا معها جرحا غائرا في قلوبنا بل في كرامتنا..
فكانت هذه الأبيات العجلى على تباريح هموم وانشغال بال..
سّرح همومك وارتقب فُسَحَ الأمل
يا رازحا بقيود قهرك لم تزَلْ
لا تبتئس فالله ربك شاهدٌ
لا تيأسنْ من رَوْح ربك يا بطل
يا مثقلا بهمومه وقيوده
الله يفرجها ولو كرهت (هُبَلْ )
كم من قلوبٍ حُرِّقت كم أكْبُدٍ
كم من حشىً موجوعةٍ كم من مُقَل
مِن كل مَن نطق الشهادة مسلما
يا آل تركي كلنا لكمو أهَل
أهلَ الكتاب وأين رحمته التي
أوصى بها الإنجيلُ في العُصُرِ الأُوَل
أين المحبة من يسوعَ وبولسٍ
والأُسْقُفِ البابا وعطف الكَرْدَنَل
هذا الأسير متى أوان فكاكه
في أمةٍ بدْرُ الحقوق بها أهَلّ
شمس الحضارة شعّ من تمثالها
إشعاعه غمر البسيطة واشتمل
وتبجحت بحقوق إنسان فلا
ظلم ولا هضم وعدل مستقل
حكمت عليه مدى الحياة أماله
نفس تُروّعُ بالفجيعة والوجل
أو ماله أُمٌّ تَرَقَّبُ حُمِّلَت
من همه ماليس يحتمل الجبل
أو ماله زوج إذا هجع الورى
سهرت تَقَلَّبُ بالمواجع والعلل
أو ما له طفل تيَتَّمَ حسرة
وأبوه حيٌّ حال بينهما القُفُل
قالت لها الأم المروَّعُ قلبها
لك والد - يوما - نراه ونحتفل
فتقول يا أمي متى وإلى متى
أإلى القيامة أم إذا حضر الأجل ؟!
أأبٌ ولا نلقى له أثرا سوى
في صورة طبعت على وجه السجلّ
فتشيح تخفي دمعة قد أفلتت
هذا التساؤل كم لنابضها قتل
ولَكَم لها نكأ الجراح وكم لها
فتح الخياط لجرح قلبٍ ما اندمل
حتى إذا نزفته من أجفانها
دمعا تكاد له النواظر تضمحلّ
عادت تهدهد طفلها وتقول يا
طفلي سيفرجها لنا ربي .. أجل
أإلى متى هذي المهانة أُمتي
أوَ ما لنا غُيُرٌ متى صرنا هَمَل
يتلاعب الأنذال في أعصابنا
في كل يوم بالأمانيْ والمُهَلْ
حتى إذا ما بالثريا عُلّقت
آمالنا بتُّوا فعدنا للوَحَل
ما ذنبه ما جرمه ما جُنْحُه
لمَ كل هذا العسف والخطب الجلل
قالوا التحرش ذنبه فاضحك ولو
في القلب صالية اللواهب تشتعل
أوَ نخوة الأغيار قادتهم إلى
هذا التعسف أم لسرٍّ لم يُحَلّ
ما غارت الحمقى على نسوانها
حتى على خدم الأباعد تعتقل
بلد تفوح به القذارة للبغا
تبني الصروح وبالدعارة تبتذل
غارت على خدامة شرقية
يا للعدالة والكرامة والمُثُل
هي خطة مفهومة لشبابنا
إياكَ أعني من بدعوته اشتغل
الحاكم امرأة العزيز وذنبه
طهر التعفف لا مراء ولا جدل
خلّ الشباب تتيه في بيدائها
ويل الدليل لهائم في التيه ضل
كبش الفداء هو ( اسمعي يا جارتا
إياك أعني ) مثلما قال المثل
يا أيها البطل المناضل لاتهن
واصبر كما صبر الأماثل والرسل
لَكَأنني من حسن ظني بالذي
يحيي العظام أرى لَطَائف ما فعل
وأرى ستار الغيب رَقَّ وخلفه
قد أرمق الفرج المُيَسَّر مِن خَلَل
وأقول كالفاروق في إشراقةٍ
تطوي الفيافيَ( يا لسارية الجبل )
سَتَسُرّ قلبكِ فرحةٌ يا سارة
وستذكرين فلا يبارحك الأمل
الله رب العرش فوق عباده
وإذا قضى أمرا فكل الكون ذلّ
ولربما نجمٌ أهلّ وربما
من بعد إشراق له نجمٌ أفل
ولربما ذرّ السها في غفوةٍ
من شمسهِ ولربما أودى زحل