• ×

10:13 صباحًا , الجمعة 20 جمادي الأول 1446 / 22 نوفمبر 2024

#شارع_الشانزيزليه

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
خالد البادي  #شارع_الشانزيزليه
#خالد_البادي
- هناء نواف الخالدي -
كرفانات متناثرة هنا وهناك، وخيم بالية تروي قصصا تحكى عن واقع مرير، ومستقبل مجهول.
بين جنباتها ترى أطفالا تمتليء عيونهم بالحيرة والدهشة في آن واحد من كل غريب. فذلك المكان يوقظك لتعشر بأن للإنسان قصصا لا تحكى عن الوطن، وقصصا لا تنسى عن الوطن أيضا.

هناك كان الملاذ والملجأ .

دخلت فيها أكثر وأكثر، حتى امتلأت وتغلغلت بأتربتها وببساطتها، وبتعبها مرات عدة .

أسير في ذلك الشارع كأنني جزء من أهلها، ففي كل مناسبة لهم احتفال، فلا زلت أذكر تلك الأيام التي كان تدعوني فيها (أم سعيد) إلى مأدبة طعام، وأستبق الموعد بقليل لأرى نساء الحي مجتمعات يطهون ما لذ وطاب، فقد كانت ضحكاتهن يتخللها الحزن تارة والفرح تارة أخرى، ويعقبها "الحمد لله على كل حال" ودعوة (الله يرجعنا للشام)!

وجوه متجهمة وأخرى ضاحكة وأخرى يملؤها الحزن على فقيد.

خليط ذلك المكان وقساوته يجعلان منه ذكرى لا تنسى .

وفي شارع السوق، أو مايسمى ب"الشانزلزيه" حكاية أخرى! حكاية صمود لمن عصفت به الحياة، ولكنه أبى إلا أن يواجه الحياة بكل قوته وعزمه رغم قساوة الحياة ومشاقها .

مخبز الحريري, مجوهرات الرفاعي, أحذية باريس,المستشفى الفرنسي وغيرها الكثير في ذلك الشارع الذي يعج بالناس، فبالرغم من بساطته إلا أنك تجد فيه كل ماتحب وتشتهي.


هكذا أصبح مخيم الزعتري بعد مرور سنوات عدة من أحداث الثورة السورية، التي ما فتئت تعصف بأهلها هنا وهناك تاركة خلفها قصصا وحكايا، ليصبح هذا المكان هو الوطن.
ورغم ذلك فأنت يا وطني وطن.

بواسطة : admin
 0  0  1378
التعليقات ( 0 )