فهد الخالدي
ما زال ولاة الأمر في بلادنا الغالية يؤكدون، من خلال الممارسة والقرار والمتابعة، اهتمامهم براحة المواطنين ورفاهم واكتمال الخدمات المقدمة إليهم، فهم يتلمسون بإحساس منقطع النظير بالمسؤولية وأمانتها ومتطلباتها؛ حاجات المواطنين ومعاناتهم ومصالحهم، وحين تود أن تورد أمثلة على ما يبادرون به ويسارعون إليه في هذا المجال، فإنك تجد دليلاً وبرهانًا في كل ساعة، ومن أكثر من جهة وفي أكثر من مجال أيضًا.
والمبادرة هذه المرة من رجل اعتدنا منه على مثل هذه المواقف، وهو صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، والذي تلمس هذه المرة ما يشكو منه المواطنون أحيانًا، ومن ذلك مقال كتبته قبل عدة شهور حول خدمات شركات الطيران وقلة عدد الرحلات إلى بعض المناطق داخل المملكة وخارجها أحيانًا، وكذلك حاجة إجراءات الحجز والسفر والإلغاء والاسترجاع إلى التسهيل والتبسيط بما يحقق مصلحة الشركة ومصالح المستفيدين والعملاء. وقد جاء ذلك في استقبال سموه لرئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأستاذ/ سلمان الحمدان، الذي أطلع سموه على المشاريع التي تقوم بها الهيئة في الدمام والأحساء وحفر الباطن، والخطط التي تنفذها الهيئة لمواكبة زيادة الاحتياج والتوسع في عمليات النقل الجوي في المنطقة، لا سيما وأن المنطقة الشرقية تمثل أكبر منطقة في المملكة من حيث المسافة والامتداد، كما أنها كذلك أيضًا أكثر المناطق حاجة للمزيد من المطارات الجديدة وتوسعة المطارات الموجودة حاليًا، وكذلك زيادة عدد الرحلات إلى درجة تلبي حاجات المواطنين، وكذلك استحداث وجهات سفر جديدة داخلية وخارجية حيث إن المسافر يحتاج أحيانًا إلى رحلتين أو ثلاث للوصول إلى وجهته الداخلية كما الحال بالنسبة للمسافرين إلى مطار القريات من الدمام مثلاً حيث يضطر المسافر للسفر إلى الرياض أو جدة ومنها إلى القريات علمًا بأن هذه الوجهة هي وجهة هامة نظراً لأعداد المسافرين إليها من أبناء مناطق الجوف والحدود الشمالية وكذلك المسافرين إلى الدول المجاورة. ونفس الكلام ينطبق على العديد من الوجهات داخل المملكة والتي إن وجدت عليها رحلات مباشرة فهي قليلة ولا تتناسب مع الطلب وأعداد المسافرين مما يضطر المسافر أن يلجأ إلى الرحلات غير المباشرة، وأن يستقل الطائرة في أكثر من رحلة للوصول إلى المحطة التي يقصدها.
لقد سمعنا طويلاً عن الترخيص لشركات طيران خليجية للعمل على الخطوط الداخلية وهي أخبار حملت الأمل بحل هذه المشكلة، لكن الانتظار طال قبل أن يتحول ذلك إلى حقيقة ماثلة، ولعل حديث صاحب السمو وتوجيهاته إلى رئيس الهيئة العامة للطيران المدني وتأكيده على ضرورة توفير بيئة جاذبة لشركات الطيران بالمنطقة الشرقية، لعل ذلك يكون مناسبة لتأخذ الهيئة بالاهتمام بإجراء المزيد من الدراسات حول أعداد الركاب والرحلات المتوفرة فعليًا والاحتياج من الزيادة في الرحلات، بما يلبي حاجات المسافرين ويوفر عليهم الوقت والجهد والتعب، والثقة -بإذن الله- كبيرة بحرص رئيس الهيئة والعاملين معه واهتمامهم بتحقيق توجهات سموه، وكذلك رغبتهم الأكيدة في خدمة وطنهم وأبناء هذا الوطن وتوفير سبل الراحة لهم. والمأمول أن نرى قريبًا نتائج عملية لذلك كله ليس في المنطقة الشرقية فحسب رغم ترامي أطرافها واتساع مساحتها، بل على امتداد مساحة الوطن كله. وأنت يا صاحب السمو وأنت تتلمس حاجاتنا ومصالحنا وتنشد راحتنا، وتقتفي في ذلك خطى والدك الكريم وجدك العظيم وآبائك الكرام من الملوك والأمراء، زادك الله رفعة ومحبة وإخلاصًا، وأجزل لك الأجر على كل ما تبذله من جهد وحرص وما تمنحنا إياه من محبة نحمل لك أمثالها مما يستحق.