فهد الخالدي
شاركت وزارة الصحة السعودية مؤخراً دول العالم في فعاليات اليوم العالمي للإيدز لعام 2015م من خلال الحملة التي نظمتها تحت شعار (بلاش طناش)، والتي تهدف إلى توعية أفراد المجتمع بأخطار هذا المرض، والدعوة إلى تطبيق إستراتيجية وطنية لمكافحة الإيدز وذلك مواكبة لإحياء منظمة الصحة العالمية ليوم الإيدز العالمي، حيث يتم في هذه المناسبة تفعيل أنشطة المكافحة العلاجية والوقائية. وتتضمن الإستراتيجية الوطنية المنشودة التركيز على أحد عناصر برنامج مكافحة هذا المرض الخطير طوال العام بشكل خاص إضافةً بالطبع إلى تنفيذ برامج المكافحة الأخرى، وتتضمن الحملة الإعلامية بث رسائل توعية عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب أنشطة وفعاليات أخرى تهدف إلى رفع مستوى الوعي والمعرفة بهذا المرض لدى الأفراد، وتعديل بعض السلوكيات الخاطئة، وهي تستهدف بالدرجة الأولى الأصحاء الذين لم يصابوا بهذا المرض لتبصيرهم بأساليب الوقاية التي تجنبهم بإذن الله- الإصابة بهذا المرض الخطير.
وبالمناسبة فإن أول إصابة بالإيدز في المملكة تم اكتشافها عام 1984م، وتشير الإحصائيات التي تداولتها الصحف مؤخراً لأعداد المصابين بهذا المرض في المملكة أنهم يبلغون (21761) حالة منهم (6334) سعوديًا و(15427) من غير السعوديين، فيما تم خلال العام الماضي تسجيل (1222) حالة جديدة هم (80) سعودية و(364) سعوديًا و(778) غير سعودي، كما تشير إحصائيات الوزارة المنشورة أيضًا الى أن الأطفال يشكلون 3% من المصابين، وأن أعداد الرجال بين المرضى السعوديين خلال العام الماضي بلغت أربعة أضعاف هذا العدد من النساء، ومما يلفت الأنظار أن بعض النساء المصابات لم يغادرن المملكة مطلقًا، كما أن 95% من المصابات انتقلت إليهن العدوى من أزواجهن، كما أن أكثر الفئات العمرية إصابة بهذا المرض هي بين (15 49) سنة حيث بلغت النسبة بين أفراد هذه الفئة العمرية 81% تقريبًا. أما طرق انتقال العدوى حسب مصادر وزارة الصحة فقد شكل الاتصال الجنسي 95% من الحالات، فيما بلغ انتقال المرض من الأم إلى الجنين نسبة 3% ثم تعاطي المخدرات عن طريق الحقن 2%، أما طرق انتقال المرض الأخرى التي ينبغي الحرص على عدم انتشارها من خلال التوعية بها وبوسائل تجنبها فهي الاتصال الجنسي غير المحمي حيث تنتقل العدوى بالفيروس عن طريق المني والسوائل المهبلية، وكذلك ما يحدث في البلدان الأخرى من أنواع الشذوذ الجنسي، ونقل الدم بين المصابين، واستخدام الأصحاء للأدوات الملوثة التي يستخدمها أشخاص مصابون بالمرض مثل الإبر والحقن أو نقل الأعضاء مثل الكلى وغيرها من المصابين بالمرض إلى غير المصابين أو استخدام بعض أطباء الأسنان أدوات غير معقمة وكذلك فرشاة الأسنان وأدوات الحلاقة التي يتداول استخدامها من قبل الحلاقين أو الأفراد بين المصابين والأصحاء، إضافةً كذلك إلى أدوات الحجامة أو الوشم، وكذلك ما سبق ذكره من انتقال المرض أثناء الحمل من الأم إلى الجنين أو من خلال الرضاعة.
لقد أحسنت وزارة الصحة صنعًا مرتين مرة وهي تشارك دول العالم ومنظمة الصحة العالمية إحياء هذه المناسبة، والثانية عندما جعلت المشاركة في هذه الحملة الإعلامية بالمرض التي تم من خلالها الإعلان عن الإحصائيات التي سبق ذكرها، وكذلك أسباب انتقال المرض ووسائل تجنبه، وكم كنا نود أن تكون مشاركة مؤسسات المجتمع وهيئاته وأفراده أكثر فاعلية وبما يتناسب مع الخطر الداهم الذي يشكله هذا المرض، وكذلك مع أهمية التوعية في الحد من أخطاره على الفرد والمجتمع.. الأمر الذي يؤكد على التوعية التي انطلقت خلال هذه الحملة لا بد أن تستمر طوال العام، كما يؤكد أيضًا أننا كلنا ينبغي أن نكون شركاء لوزارة الصحة ومؤسساتها في مثل هذه الأعمال التي هي لنا ومن أجلنا ومن أجل وطن خال من الإيدز إن شاء الله-.