فهد الخالدي
لخص السياسي ورئيس مجلس الوزراء الأسبق في المملكة الأردنية الهاشمية في التصريح الذي أدلى به لإحدى الصحف المحلية مؤخراً؛ التحرك السياسي النشط الذي تشهده العاصمة الرياض في هذه الفترة، والمواقف التي عبر عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمام جميع القادة الذين التقاهم في مدينة الرياض بقوله: "إن هذا التحرك وهذه المواقف تحمل أبعاداً سياسية تجسد حلم شعوب المنطقة وتقود إلى وحدة الهدف والمصير المشترك"، واصفاً الزخم السياسي الذي شهدته الرياض بأنه يؤسس لمرحلة جديدة من العمل المشترك عبر منظومة جديدة أيضاً في الشكل والإستراتيجية يكون لها تأثيرها الواضح ليس فقط على صعيد العمل داخل مجلس التعاون، بل على مستوى صناعة القرار السياسي خليجياً وعربياً ودولياً.
وقد وصف السياسي المخضرم الذي شغل إلى جانب رئاسة الوزراء عدداً من المناصب الدبلوماسية الأردنية والدولية ومساعد الأمين العام للجامعة العربية لمنظمات المجتمع المدني؛ وصف خادم الحرمين الشريفين بأنه يحمل رؤية ثاقبة لمجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية للمنطقة والعالم، وقال إن دعوته لتفعيل مؤسسة الجامعة العربية من خلال ترتيبات جديدة لمؤتمر القمة العربي تمنح المواقف العربية والإسلامية قوة إضافية في تعاملها مع الملفات الدولية.
ودعا (المصري) الدول العربية والإسلامية إلى الالتفات حول مواقف خادم الحرمين الشريفين سبيلاً لإجهاض المخططات التي تستهدف العبث بجغرافية الوطن العربي قائلاً: إن مواقف خادم الحرمين الشريفين في غياب العجز الحاصل في تحقيق ما تصبو إليه شعوب المنطقة من شأنها إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل حالة التشرذم العربي، ويمكنها إذا لقيت أذناً مصغية أن تكون نقطة تحول هامة على صعيد الوحدة والعمل السياسي والاقتصادي بما يمهد لتعزيز مواقفها وهيبتها ومواقعها في المحافل الدولية. عندما يأتي هذا التقييم من واحد من أعرق السياسيين في المنطقة، وكذلك من كثير من الأصوات التي لا تقل أهمية وخبرة ودراية في أكثر من بلد عربي من الأصوات المعبرة عن الواقع المرير الذي تعيشه الأمة وسبل اجتياز هذه المحنة والتي تتفق مع (طاهر المصري)، والتي تكرر انطلاقها من العديد من المفكرين والسياسيين في لبنان ومصر والأردن وفلسطين وغيرها من الدول العربية إضافةً إلى مفكرين وسياسيين دوليين؛ على أمل أن تجد من يستمع إليها ويستفيد من خبراتها وتجاربها.
هذه الثقة التي يوليها أهل الرأي والفكر في الوطن العربي في محلها بلا شك، وقد كانت المملكة دائماً أهلاً لها، وهي كذلك في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -أمده الله بالعون- للوصول بالأمة مع المخلصين إلى شاطئ البر والأمان إن شاء الله-. ويؤكد ذلك ويعززه هذا التتابع النشط من الزيارات التي يقوم بها قادة عرب ومن رؤساء الدول ذات الأهمية في المنطقة، وكذلك الدور الدبلوماسي النشط الذي يقوم به أكثر من مسؤول سعودي سواء من حيث الزيارات للعواصم المؤثرة في القرار الدولي أو بالاتصالات أو الاجتماعات على هامش المؤتمرات الإقليمية والدولية؛ كل ذلك مؤشر واضح على ان الدور السعودي في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز لن يكون فاعلاً ومؤثراً فقط، بل سيكون أكثر قدرة على الاستجابة للمتغيرات الدولية والإقليمية مدعوما بخبرات قيادية وسياسية تتوفر لدى خادم الحرمين الشريفين من خلال وجوده منذ نعومة أظفاره على صلة وثيقة بمصدر اتخاذ القرار في كافة عهود من سبقه من إخوانه الملوك -غفر الله لهم جميعاً-، ولذلك فإننا وبعون الله وتأييده نثق أن السفينة تسير، يقودها ربان مخلص ماهر تحوطه محبة شعبه وحفظ ربه وإلى شاطئ الأمان والاطمئنان.
أكاديمي وباحث تربوي واجتماعي