فهد الخالدي
المتتبع لما توليه الدولة للشباب في المجالات الرياضية والترويحية خاصة، والإنجازات التي يُحرزها الشباب السعودي سواء على مستوى الأفراد أو الفرق الرياضية والمنتخبات الوطنية والأندية في كافة المجالات الرياضية، وكذلك المناسبات الرياضية الدولية والعربية والخليجية والإقليمية، وما تحرزه الفرق الرياضية السعودية من مراكز متقدمة، وكذلك من يلقي نظرة على عدد الأندية الرياضية والاتحادات لكافة الألعاب في المملكة ومدى اهتمام الشباب السعودي بل والمجتمع بالرياضة بكافة أنواعها.. أقول إن المتتبع لكل ذلك من حقه أن يتساءل لماذا لا تكون هناك وزارة لرعاية الشباب والرياضة في المملكة؟؟.
صحيح أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تؤدي منذ تأسيسها في وقت مبكر عام 1394هـ وما زالت دوراً رائداً وفاعلاً، ومع ذلك فإنه من المؤكد أن تحول الرئاسة إلى وزارة سوف يوفر لها مرونة أكثر وصلاحيات أكبر، كما سيمكنها من المشاركة في صنع القرار بشكل مباشر وإيصال رسالة الشباب ومتطلباتهم واحتياجاتهم فيما يتعلق بمجال عملها بشكل أوضح وأسرع وأكثر تأثيراً، وهي جهود ضرورية تتكامل مع الجهود التي تبذلها لصالح الشباب وزارات وجهات أخرى في مقدمتها: وزارة التعليم التي تختص بالجانب الأهم في إعداد الشباب، وكذلك وزارات العمل والشئون الاجتماعية إضافةً إلى ما تقدمه الوزارات والجهات الأخرى للشباب من ضمن خدماتها المقدمة لسائر فئات الشعب السعودي.
ولعل من المناسب هنا أن يطرح بجدية وموضوعية موضوع ممارسة الفتاة السعودية للأنشطة الرياضية، بدءاً من المؤسسات التعليمية في بيئة كما قلنا دائماً تراعي خصوصية المرأة ومكانتها والتزامها، وأن يتم ذلك من خلال هذه الوزارة التي يمكن أن تكون على غرار وزارة التعليم والاستفادة من تجربتها في هذا المجال، بحيث تتولى فيها شئون المرأة الرياضية وكالة خاصة بهذه الوزارة، وكذلك مؤسسات رياضية خاصة بالنساء بعيداً عن الاختلاط أو الابتذال.
لقد سبق أن ارتفعت أصوات فيما مضى مطالبة باستحداث وزارة للشباب، لكن الظروف الآن في ظل الحراك النشط الذي انطلق مع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-؛ هي بالتأكيد أكثر نضجاً وملاءمة لإطلاق وزارة الشباب، فهل تشهد الأيام القادمة ولادة هذه الوزارة.. نطمح إلى ذلك ويشاركنا هذا الطموح الشباب الذي يعرف يقيناً الرعاية التي توليها لهم القيادة والأهمية التي يعطونها لاحتياجاتهم وتلبية كل متطلباتهم، والله من وراء القصد.