اليوم العالمي للمعلم.. الاحتفاء جاء مختلفًا!
فهد بن سعدون الخالدي
12-27-1436 10:06 صباحًا
0
0
2079
يأتي احتفاء المملكة هذا العام باليوم العالمي للمعلم متزامنًا تقريبًا مع عيد الأضحى المبارك وموسم الحج واليوم الوطني وما يصاحبهما من فعاليات دينية ووطنية واجتماعية، غير أن ذلك كله على أهميته لم يزد هذه المناسبة إلا أهمية واعتناء خاصةً من قبل وزارة التعليم التي حرصت أن يكون الاحتفاء هذا العام مختلفاً وذا نكهة حافلة ببعض الإنجازات والمكاسب التي يستحقها المعلم بل أكثر منها، وهي على أهميتها تظل مؤشراً على اهتمام الوزارة وحرصها على مكانة المعلم وتلبية متطلباته المادية والمعنوية والاجتماعية؛ فبالإضافة للاحتفاء الإعلامي بالمناسبة والفعاليات التي أقامتها المدارس والإدارات التعليمية فقد حرصت الوزارة أن تصدر بالمناسبة بعض القرارات التي تلبي بعض احتياجات المعلمين، وفي مقدمتها: ما أعلن عنه معالي الدكتور عزام الدخيل وزير التعليم عن نية الوزارة تفريغ المعلمين الذين تزيد خدمتهم على عشرة أعوام لمدة فصل دراسي كامل؛ للالتحاق ببرامج تدريبية تعزز كفاياتهم ومهاراتهم وتنميها إضافةً إلى القرار الذي يتعلق بشمول المعلمين الجدد بحركة النقل بعد أن كان المعلم الجديد لا يمكنه الاستفادة من هذه الحركة في أول عامين من عمله، وتكتسب هذه القرارات أهمية أكثر عندما نعرف أنها جاءت بناءً على طلب المعلمين ورغباتهم التي اتضحت من خلال استبيانات واستطلاعات للرأي أجرتها الوزارة، وهي مبادرة غير مسبوقة تجعل المعلم يحس أن كلمته هناك من يسمعها وأن بإمكانه أن يشارك في اتخاذ القرار.
ربما تكون هذه القرارات والمطالب التي تلبيها غيضا من فيض من احتياجات المعلمين وآمالهم وطموحاتهم، لكنها بلا شك أول القطر وأول الغيث قطرة ثم ينهمر كما يقول الشاعر، وهي تزود المعلمين شحنة مضاعفة من الأمل، وتؤكد لهم أنهم محل اهتمام الوزارة، بل في بؤرة هذا الاهتمام.
إن الحديث عن أهمية المعلم ودوره وتطويره بما يمكنه من القيام بهذا الدور كما هو مأمول حديث تكرر منا جميعاً ولا يزال، وهي قناعة الكثيرين إن لم تكن قناعة مشتركة بين المعلم نفسه والمسؤولين في الوزارة بل وأولياء أمور الطلاب والطالبات، كما أن من اليقين أن إصلاح التعليم هو السبيل الأصوب والأقرب لإصلاح مؤسسات المجتمع بل مؤسسات الإنتاج والخدمات وكل مناحي الحياة هو أيضاً يقين مشترك، لكن الخطوات التي يجب أن نخطوها لتحقيق هذه الرؤى هي على طريق طويل وقد قطعت المملكة في الماضي مسافات طيبة وانتقلت بالتعليم من مراحل بدائية بمعنى الكلمة إلى تعليم عصري يأخذ بكل الوسائل والمناهج المتطورة، ويواكب المنجز العالمي في المناهج وطرق التدريس، وهي خطوات وإنجازات يدركها القاصي والداني والعدو والصديق، سواء على الصعيد الكمي الذي نرى فيه المدارس بل والجامعات منتشرة في كافة ربوع الوطن من أقصاه إلى أقصاه، كما أنها لم تترك طالباً أو طالبة في عمر الدراسة إلا وفتحت له أبواب المؤسسات التعليمية -مدارس وجامعات- على مصراعيها.
ثم على الصعيد النوعي، فقد عملت المملكة في البدايات على الاستعانة بالخبرات التعليمية للبلدان الشقيقة التي سبقتنا ثم عمدت إلى تأهيل المعلم المواطن وإحلاله محل المعلمين المتعاقدين، وهي تبذل حالياً وستبذل -إن شاء الله- المزيد من الجهود؛ لتطوير أداء هذا المعلم وتنمية مهاراته وكفاياته بما يظهر أثره -إن شاء الله- في تعلم الطلاب ومخرجات التعليم بشكل عام؛ لأن المعلم يظل في جميع الأحوال أكثر مدخلات عملية التعليم أهمية وأعمقها أثراً.. وما زال المعلمون ينتظرون المزيد من العمل على تحقيق آمالهم وطموحاتهم ليست الشخصية منها فقط، بل كل ما له أثر في تحسين مخرجات عملية التعليم -إن شاء الله-.
شارك