صبا بردى
admin
12-21-1436 05:00 صباحًا
0
0
1328
بعد الإتفاق النووي الايراني الأمريكي توقفت ايران إلى حد ما عن إمداد الميليشيات الصفوية لصالح الحكومة العراقية فتراجعت حدة القتل بالعراق وأجرى رئيس الوزراء محاولات إصلاحية لتقليل التأثير الإيراني على الحكومة العراقية. وفي سوريا بدأت إيران تفاوض وتوقع الإتفاقات العسكرية والمهادنة مع المعارضة المسلحة بعد أن لاحت بوادر الهزيمة التامة للنظام السوري. فمن سيحل محل الميليشيات الصفوية؟
أعلنت روسيا إرسال جنودها الى سوريا بدعوى الإستجابة لاستغاثة بشار وهذه خطوة نفهمها وفق حقائق وجواهر الأمور لا وفق أعراضها ومظاهرها فصانعوا السياسات يستخدمون الدبلوماسية لتمرير الطعم الذي يريدونه.
القرار الروسي ليس مستقلا عن القرار الأمريكي ف(روسيا سوريا) ليست (روسيا أفغانستان) والتدخل الروسي الأخير -وإن بدا مفاجئا- إلا أنه لم يتم إلا بعد اجتماعات مكثفة دبلوماسية وعسكرية وتنسيق متأن ومدروس مع امريكا ومع (اسرائيل). و(بحسبك من شر سماعه) فقد علمتنا التجارب أن دخول الصهيونية في أي مخطط فهدفها واحد مهما اختلفت وسائلها وهو (استئصال الإنسان العربي تماما من أرضه). وهو دور يصعب على الحكومة الأمريكية وحلفائها الغربيين الإستمرار في تنفيذه في ظل وجود قوى الضغط الشعبية والمنظمات الإنسانية لديهم. كما أن القرار الغربي قرار شعبي جماعي يحتم على الحكومات تصحيح المسار لمصلحة الشعب الذي يصوت مع أو ضد مسار حكوماته وقد يسقطها إن لم يرضه أداؤها.
الوضع الداخلي الروسي يختلف عن نظيره في الغرب فالقيادة الروسية لم تدع شرف المحافظة على حقوق الإنسان ولو كان لمنظمات حقوق الإنسان أي دور داخل روسيا لما قتلت الأسلحة والسياسات الروسية في سوريا أكثر من ربع مليون وهجرت الملايين ووفرت حماية تامة للجزار السوري. وأيضا الشعب الروسي ليس له أدنى مصلحة في قتل السوريين وحماية كرسي بشار ولكنه مغيب لا تتوفر له قنوات مسموح بها ليعبر فيها عن رفضه لسياسات الكرملين الذي تدخل سيده ليخدم المصالح الغربية والصهيونية.
أمريكا لم تسلم سوريا لروسيا مجانا من باب كرم العم سام فلا يشك عاقل أن المصلحة الأمريكية-الصهيونية متحققة في الصفقة فتولت روسيا مهمة حماية كرسي بشار وبتنسيق عالي المستوى مع أمريكا والصهاينة فشنت غارات مباشرة على سوريا فقتلت مدنيين.
إذا اقتصر التدخل الروسي على الضربات الجوية فلن تكون له فعالية ولن يكسر شوكة المعارضة وسيؤدي فقط إلى مزيد من القتل والهدم أي أنه سيكون نسخة معدلة من قصف بشار لشعبه. أما إن تبعها تدخل بري فالخسائر الروسية ستكون فادحة جدا وسوف تمس الدولة الروسية ذاتها.
شرفاء العرب اليوم تنبهوا لخطورة المشاريع التي تستهدف وجودهم واصطفوا مع المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله وليست عاصفة الحزم المباركة إلا بداية موفقة والآن بدأت ملامح الإنتصار التي لن تتوقف عند اليمن بعون الله خاصة وقد فتحت كلمة وزير الخارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير آفاقا واسعة من التفاؤل بحل لمعاناة الشعب السوري المظلوم وكأن الجبير يقدم تحية للشعب السوري فيقول:
سلام من صبا بردى أرق*******ودمع لا يكفكف يا دمشق
شارك