مليارا ريال من الإنفاق سنوياً..!!
فهد الخالدي
مناسبات الأعراس زيادة على كونها مواسم فرح ينتظرها الأفراد والأسر بلهفة وشوق فهي أيضاً فرصة لتجديد أواصر القربى وعلاقات الصداقة بين الناس كما كانت في مجتمعنا دائماً وفي سائر المجتمعات فرصة أيضاً لنعبر فيها للآخرين عن مشاركتنا لهم وفرحنا لفرحهم، وفي تقاليدنا العربية وخاصةً عند قبائل الجزيرة العربية ترافقها عادات تتضمن المشاركة المادية (للمعرس) سواء بتقديم الذبائح أو (العانية) التي تقدم من قبل المدعوين للعريس وهي في الغالب تكون ديناً يرده المتبرع له في أقرب مناسبة وإن كان من يمنحها أصلاً لا ينتظر ذلك.
كل هذه عادات جميلة لكن موضوعنا هو الهدر والإنفاق الزائد في الولائم خاصة حين يقدم (المفطح) للضيوف ويكون عدد الصحون المقدمة أكثر من عدد الضيوف أو يكون نصيب الصحن الواحد اثنين أو ثلاثة من الضيوف ويكون مصير الفائض من الطعام أكثر مما يتناوله الضيوف من غير داع.
مناسبة الحديث هي ما نشرته إحدى الصحف مؤخراً حول تقدير الخبراء والمستثمرين إنفاق العائلات والأسر السعودية على زواج أبنائهم أكثر من ملياري ريال سنوياً، وأكدوا أن المجوهرات والأزياء تمثل 50% منها أي حوالي مليار ريال، فيما يبلغ حجم سوق الأعراس في الخليج 700 مليون دولار سنوياً أي ما يعادل 2.600 مليار ريال وبذلك يكون نصيب المملكة هو حصة الأسد في هذا المجال أما نسبة نمو هذا الإنفاق حسب نفس المصدر فهي 15% سنوياً.
وحسب التقارير فإن استهلاك الفرد للعطور ومواد التجميل والعناية في الخليج يعد واحداً من أعلى المستويات في العالم، ومع أن مستلزمات الأعراس تساهم في إنعاش السوق وتحقق نمواً ودخلاً جيداً لكثير من الشركات المحلية والعالمية العاملة في السوق السعودي بما في ذلك تشجيع مصممات الأزياء وخبيرات التجميل ومهندسات الديكور ومنسقات الأعراس وتخلق وظائف جديدة في هذا السوق إلا أن عدد المواطنات اللاتي يستفدن من هذه الفرص لا يبرر هذا الحجم الكبير في الإنفاق.
إذاً مع أننا مع إحياء الأفراح والليالي الملاح والتعبير عن البهجة والسرور والمشاركة للأصدقاء والأحبة إلا أن هذا الهدر سواء في الضيافة وما يتبعها أو المبالغة في المصاريف الأخرى والإصرار على أنواع محددة من مواد العناية والمجوهرات والذي يتسبب في جشع بعض الجهات والمبالغة في الأسعار؛ كل ذلك يحتاج إلى وقفة مع النفس وإلى أصوات عاقلة تدعو إلى التروي ومراعاة ظروف البعض التي تثقل كاهلهم هذه التكاليف كما تعمل على وقف الهدر الذي لا داعي له.. المؤسف أننا نتفق على الأفكار غالباً ولكن نجري مع التيار وإن كان عكس قناعاتنا..