• ×

11:33 مساءً , الخميس 19 جمادي الأول 1446 / 21 نوفمبر 2024

فهد بن سعدون الخالدي

» نبراس».. العام الأول من النجاح

فهد بن سعدون الخالدي

 0  0  2800
زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
أن يوجه سمو ولي العهد كل الجهات الرسمية والأهلية بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وحشد الجهود وتوحيدها من قبل جميع الجهات مع اللجنة ضمن برنامج «نبراس»، وأن تصدر فيه توصية من الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في ختام أعمال المؤتمر العربي التاسع والعشرين لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات الذي عقد في تونس العاصمة مؤخرا، تدعو الدول الأعضاء في الجامعة للاستفادة من مشروع «نبراس» الذي تنفذه المملكة للتوعية بأضرار المخدرات، كل ذلك يؤكد أهمية التجربة السعودية في مجال مكافحة المخدرات وعلاج المدمنين من خلال المشروع الوطني للوقاية من المخدرات رغم حداثة هذه التجربة التي مضى على إطلاقها حتى الآن عام واحد، ولكنها استطاعت أن تحقق الكثير من غايتها والتي تتلخص في توحيد جهود كافة مؤسسات الدولة والقطاعات الخاصة ومشاركة رجال الأعمال وفئات المجتمع السعودي كافة في تنفيذ عدد من البرامج والأنشطة المتنوعة والتي تتناسب مع طبيعة كل جهة من الجهات المشاركة على أسس علمية مدروسة ومحددة الوسائل والأهداف، وربما يكون ذلك كله والأخذ به هو سر تحقيق البرنامج لنتائج ملموسة في فترة قصيرة مما أدى إلى هذا الإعجاب الذي تؤكده توصية مجلس وزراء الداخلية العرب.

إن نجاح هذه التجربة والنتائج السريعة التي حققها البرنامج ولا يزال ينبغي أن لا تكون دافعا للمضي قدما بالبرنامج وتعميق مشاركة سائر الأطراف الرسمية والمجتمعية وزيادتها وتوسيعها وضم أطراف جديدة إلى المشاركة بالبرنامج فحسب، بل يجب ايضا تعميم هذه التجربة في الجهود الوطنية في مجال التوعية من الظواهر السلبية التي تهدد السلم الاجتماعي ومستقبل الوطن بل وفي سائر الجهود التي تحتاجها برامج التنمية الشاملة التي يقبل عليها الوطن إن شاء الله- في المرحلة القادمة من أجل بناء وطن قوي منيع اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وعلميا، لأن التحديات التي يواجهها هذا الوطن وفي مقدمتها تحدي التنمية المستدامة تتطلب مثل هذا الوعي ومثل هذا العمل والتكاتف.

وإذا كان برنامج «نبراس» يلقى هذا النجاح -والحمد لله- رغم حداثة التجربة وفي الوقت الذي يتصدى فيه البرنامج لواحدة من أكثر المشاكل التي يمكن أن تنال من المجتمع والأسرة والفرد.. وينجح، فلا شك أن البحث عن سر هذا النجاح لا بد أن يوصل إلى الاقتناع أن تكاتف كافة شرائح المجتمع وفئاته لتحمل الأعباء والمسؤوليات ويتساوى في ذلك جهد المؤسسات الرسمية الأمنية والصحية والتعليمية والإعلامية والقضائية إلى جانب المؤسسات والشركات والأفراد كل بما يناسب إمكانياته وقدراته، بدءا بمنسوبيه أولا، وصولا إلى شرائح وأفراد المجتمع الآخرين، وقيام الحملات الإعلامية والتثقيفية الوقائية على أسس علمية مدروسة بحيث يستهدف البرنامج الأسرة والبحوث والدراسات والأنشطة والبرامج العلمية التخصصية والتواصل مع الخبرات والمنظمات ذات الصلة من خلال الشبكة العالمية للمعلوماتية عن المخدرات (جِناد)، والاستعانة دائما بالمختصين وأصحاب التجارب من الأسرار العميقة للنجاح الملموس.

ولما كان النجاح يولد النجاح، فإن المطلوب بالتأكيد من سائر الجهات المشاركة في هذا البرنامج أن تواصل جهودها، بل وتضاعفها؛ لتحقيق المزيد من النجاحات -إن شاء الله-، لأن الجهات التي تقف وراء هذه السموم تستهدف- بما تقوم به- أمن الوطن وقوته من خلال نشر هذه الآفة بين أبنائه، أو الأفراد من ضعاف النفوس الذين يعميهم الطمع عن الأخطار التي يعرضون لها وطنهم وأبناء جلدتهم بما يقومون به من ترويج لهذه الآفة، وما يعلن عنه كل يوم من كشف رجال الأمن والجمارك في المنافذ الحدودية لمحاولات التهريب ما هو إلا بعض الأدلة على ضرورة مواصلة هذه الجهود، لأن من يقفون وراء هذا الخطر لن ييأسوا وسيستمرون في محاولاتهم مما يحتم أن تظل العيون ساهرة ومفتوحة..

وإذا كانت جهود المكافحة مستمرة وفاعلة -والحمد لله- فإن جهود التوعية التي تعمل عليها «نبراس» ونعمل عليها جميعا من خلال هذا البرنامج لا تقل أهمية ولا غنى عنها أبدا.. ولا شك أن نجاح «نبراس» هو نجاح لكل الفئات التي تشارك في هذا الجهد الوطني الرائع الذي أثمر هذه النجاحات التي نفخر بها جميعا، والتي يعظم من قيمتها أنها نتيجة لعمل جماعي يشارك فيه المواطن والمسؤول والفرد والمؤسسة على حد سواء.

التعليقات ( 0 )